بغداد - العالم
دعا
الوسيط الدولي في القضية السورية، الصين الى لعب دور نشط في حل النزاع بين
حكومة بشار الاسد، وقوات المعارضة، وفي الوقت الذي نفت فيه روسيا عقب
زيارة الابراهيمي لها ان يكون قد أطلعها على مبادرة جديدة، اتهمت ايران
المعارضة السورية بخرق هدنة عيد الاضحى، وفيما اعلنت المعارضة عن تشكيلها
لواء عسكري قوامه مقاتلين فلسطينيين مناوئين لنظام الاسد، انفجرت عبوة
ناسفة بالقرب من مزار السيدة زينب في احدى ضواحي دمشق.
وأعرب
الأخضر الإبراهيمي، الوسيط الدولي في القضية السورية، أمس الأربعاء، في
بكين عن أمله في "دور نشط للصين" لإيجاد حل للنزاع في سورية التي شهدت
عاصمتها تصاعداً في أعمال العنف.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف "لقد قلت سابقا وأكرر إن الأزمة السورية خطيرة جدا، والوضع يسير من سيئ إلى أسوأ".
وتساءل
"إذا لم تكن هذه حربا أهلية، فلا أدري ما هي الحرب الأهلية" بعد الإشارة
إلى امرأة سورية يحارب ابناها كل مع أحد طرفي النزاع، مضيفا "هذه الحرب
الأهلية يجب أن تنتهي".
وبعد أن
زار موسكو، وصل الموفد الدولي إلى بكين التي ترفض منذ 19 شهراً الموافقة
على النداءات الدولية لممارسة المزيد من الضغوط على نظام الرئيس بشار
الأسد. والتقى الابراهيمي وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي.
من جهته، أشاد يانغ بالجهود التي يبذلها الإبراهيمي، موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية، لمواجهة دوامة العنف في سورية.
وكان
الابراهيمي اعتبر إثر مباحثات أجراها في موسكو الاثنين مع وزير الخارجية
الروسي سيرغي لافروف، أن الوضع في سورية يسير "من سيء الى أسوأ" معبراً عن
خيبة أمله لفشل الهدنة التي دعا إليها خلال أيام عيد الأضحى.
الى
ذلك، نسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا"، أمس الأربعاء، الى علي
اكبر صالحي، وزير الخارجية الايراني قوله خلال استقباله وزیر النفط السوري
سعید هنیدي في طهران ان "موافقة سوریة علی اقتراح وقف إطلاق النار فی عید
الأضحى المبارك كانت خطوة ذكیه و جاءت فی إطار دعم عملیة عودة الهدوء الی
هذا البلد".
ودعا صالحي الى
"ضرورة حل الأزمة السوریة سیاسیا". و قال "ان أي تطور سلبي فی سورية من
شأنه ان یترك آثارا سلبیة علی كافة دول المنطقة و خاصة دول الجوار".
يشار
الى ان السلطات السورية والمعارضة المسلحة تبادلتا الاتهامات بالمسؤولية
عن فشل وقف إطلاق النار في سورية خلال عطلة عيد الأضحى الذي اقترحه المبعوث
الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي.
في
المقابل، نفى غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، أمس الأربعاء، أن
يكون الوسيط الدولي في القضية السورية طرحه خلال زيارته الأخيرة الى
موسكو، إمكانية وضع خطة جديدة لإحلال السلام في سورية.
ونقلت
وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن غاتيلوف قوله للصحافيين إن الإبراهيمي
لم يناقش مع المسؤولين الدبلوماسيين الروس إمكانية وضع خطة جديدة للتسوية
السورية، وأضاف أن "الموفد الدولي لم يقل شيئاً في هذا الموضوع".
وقال "يمكن أن تظهر أفكار ما بعد هذه الجولة من المحادثات".
في
غضون، كشف مقاتلو المعارضة السوريون، أمس الأربعاء، عن تشكيلهم لواء من
الفلسطينيين المتعاطفين معهم في منطقة بدمشق لمحاربة فلسطينيين مسلحين
موالين للرئيس السوري بشار الأسد.
ويعيش
نحو 150 ألف لاجىء فلسطيني في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية، وهي منطقة
شاسعة المساحة من مبان سكنية حيث يؤيد بعض سكانه الانتفاضة المستمرة منذ 19
شهرا في حين أن آخرين يحاربون في صفوف قوات الأسد.
وقال
قائد لمقاتلي المعارضة من كتيبة صقور الجولان لرويترز "نسلح فلسطينيين
مستعدين للقتال. حيث شكلنا لواء العاصفة المؤلف من مقاتلين فلسطينيين فقط".
وأضاف ان "وظيفته هي تولي المسؤولية عن مخيم اليرموك".
وقال
مقاتلو معارضة إنهم واللواء الجديد سيهاجمون المقاتلين في مخيم اليرموك
الموالين لأحمد جبريل قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة
التي تدعمها سورية واتهموا رجال جبريل بمضايقة سكان المخيم ومهاجمة مقاتلي
الجيش السوري الحر.
وذكر قائد آخر
لمقاتلي المعارضة السوريين طلب عدم نشر اسمه "هم الآن مستهدفون بالنسبة
لنا.. مستهدفون لكل الجيش السوري الحر. كلهم بلا استثناء".
وقال
القائد إن بعض مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة سلموا
السلاح إلى مقاتلي المعارضة ودعا آخرين إلى اتخاذ الخطوة ذاتها وهدد
باغتيال الشخصيات الموالية للأسد.
وتستضيف
سورية نصف مليون لاجيء فلسطيني أغلبهم من ابناء من دخلوا البلاد بعد قيام
دولة اسرائيل عام 1948 وظلت تصور نفسها على أنها مدافعة عن الكفاح
الفلسطيني ودعمت عددا من الفصائل الفلسطينية.
ميدانيا،
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، والذي يتخذ من بريطانيا مقرا،
بان قنبلة انفجرت في وقت مبكر أمس الاربعاء أسفل سيارة عقيد بالجيش السوري
في اليرموك لكنه لم يكن بالسيارة ولم تقع خسائر.
ولم يتضح ما إذا كان الحادث مرتبطا بالتوترات بين مقاتلي المعارضة السوريين وفصائل فلسطينية في مخيم اليرموك.
وأوضح المرصد السوري إن "أكثر من 180 شخصا قتلوا في سورية منذ يومين، والكثير منهم في غارات جوية شنتها الحكومة".
في
غضون ذلك، قال نشطاء من المعارضة السورية ان قنبلة انفجرت أمس الاربعاء،
قرب مزار السيدة زينب في احدى ضواحي دمشق، وان التقارير الاولية تشير الى
مقتل سبعة اشخاص على الاقل.
وقال
تلفزيون الدنيا السوري، شبه الرسمي ان "الانفجار الذي وقع في حي السيدة
زينب ادى الى وقوع ضحايا". وأضاف انه "تم إبطال مفعول قنبلة اخرى كانت معدة
للتفجير في نفس المنطقة".